قالت شركة بي إم دبليو إنها غير مستعجلة لطرح أنظمة قيادة ذاتية متقدمة في سياراتها، حتى لو كان هناك منافسون آخرون سبقوها إلى السوق. وأوضحت الشركة أن السلامة والاعتمادية تأتي في المرتبة الأولى قبل السرعة في إطلاق أي تقنية جديدة.
وأضافت أن معظم طرازات بي إم دبليو المتوفرة حاليًا تأتي مزودة بأنظمة مساعدة للسائق ضمن المستوى الثاني من القيادة الذاتية، وتشمل هذه الأنظمة نظام الحفاظ على المسار، ونظام التحكم التفاعلي في السرعة، وأنظمة مساعدة في ظروف معينة مع ضرورة بقاء يدي السائق على المقود.
كما كشفت الشركة أنه في بعض الأسواق تقدم بي إم دبليو ميزة قيادة ذاتية من المستوى الثالث على طرازات فاخرة مثل الفئة السابعة، حيث يمكن القيادة دون استخدام اليدين بسرعات منخفضة وعلى طرق سريعة محددة. ومع ذلك، لا تزال هذه الميزة محدودة الانتشار وليست متاحة على نطاق واسع.
لماذا تتريث بي إم دبليو في إطلاق القيادة الذاتية
أوضحت بي إم دبليو أن طرح تقنيات غير مكتملة أو غير مجربة بالشكل الكافي قد يؤدي إلى حوادث خطيرة، مما قد يضر بسمعة العلامة وثقة العملاء. وأكدت أنها تعتمد نهجًا تدريجيًا في تطوير واعتماد الأنظمة الجديدة، يعتمد على اختبارات طويلة في ظروف حقيقية على الطرق.
بالإضافة إلى ذلك، بينت الشركة أنها تستخدم المحاكاة المكثفة قبل الإطلاق التجاري، وتجنب الوعود التسويقية الكبيرة من دون نتائج ثابتة على أرض الواقع. وأشارت إلى أن حادثًا واحدًا ناتجًا عن نظام غير جاهز يمكن أن يسبب ضررًا كبيرًا لصورة العلامة ويحتاج وقتًا طويلًا لمعالجته.
كما تتطلع بي إم دبليو إلى تطوير تقنيات القيادة الذاتية عبر مراحل واضحة، حيث تشمل هذه المراحل تحسين أنظمة المساعدة على الطرق السريعة، وتطوير تدريجي للقيادة في المدن مع تحسين التوقف والانطلاق.
التحديات أمام الوصول إلى قيادة ذاتية كاملة
تواجه بي إم دبليو مجموعة من العوائق التقنية والعملية التي تجعل الوصول إلى مستوى قيادة ذاتية كامل أمرًا غير قريب. ومن أبرز هذه العوائق تطوير حساسات وكاميرات قادرة على العمل لسنوات طويلة في كل الظروف دون الحاجة إلى صيانة معقدة أو مكلفة.
كما تسعى الشركة إلى تخفيض تكلفة هذه الأنظمة بحيث يمكن دمجها في سيارات ضمن فئات سعرية متوسطة وليس فقط في الطرازات الفاخرة. وتعتبر صعوبة التعامل مع البيئات الحضرية المزدحمة والمتغيرة باستمرار من دون أي تدخل بشري واحدة من التحديات الرئيسية.
وأفادت الشركة أن السائق الذي يخطط لشراء سيارة بي إم دبليو في الفترة الحالية لن يحصل على قيادة ذاتية كاملة، بل على حزمة متطورة من أنظمة المساعدة التي تقدم راحة أكبر في الرحلات الطويلة وعلى الطرق السريعة.
رؤية بي إم دبليو لمستقبل القيادة الذاتية
تسعى بي إم دبليو لأن تكون من بين الأكثر أمانًا واستقرارًا وموثوقية عندما تصل تقنية القيادة الذاتية إلى نضجها الكامل. وأكدت الشركة أن نهجها يقوم على التطوير خطوة بخطوة، مع اعتبار القيادة الذاتية أداة لرفع مستوى الأمان والراحة بدل أن تكون سباقًا على العناوين التسويقية فقط.
وأوضحت أن هذه الأنظمة تأتي لتدعم السائق وليس لتحل مكانه بالكامل، مما يضمن مستوى عالٍ من الأمان ومراقبة محيط السيارة مع تقليل جهد السائق اليومي.
في النهاية، تستمر بي إم دبليو في التركيز على تحسين أنظمتها بما يضمن سلامة عملائها وراحتهم.







